الحمل

الثلاثاء، 16 مارس 2021

النهر الكبير

سأحبك إلى الفجر الذي لن أكون فيه

أيها النهر الكبير 

يا وجهة الروح

أيها الدفء

لم أعد كبيرة أمام كل هذا

بينما يكبر الشعور

أعود طفلة 

يوم بعد آخر 

وبعد كل هذا التكرار

ترتسم فيك أمنية يهواها قلبي

ف أعود فيها لأردد أسمك

خفية، في الطرق والمواصلات

أكتبه خفية.. على أعمدة الإنارة

الأبواب والشبابيك، يليه "تعال"

أيها النور ويامعنى الأشياء 

أقترب ودعنا نمرر أصابع الوقت معًا

على جبين العالم وكتفيه

دعنا نودع الأيام والتواريخ معًا

وأمام كل يوم ندون ملاحظة صغيرة 

أنك هُنا.. بالقرب من الروح 

وأن طال غيابك.

الخميس، 4 مارس 2021

كائنات مشوهة

 .


دعني أخمن.. لم تكن المرة الأولى 

لقد انكسر مرارًا حتى تحولت اضلاعه إلى أجنحة،

وذاك الرجل بقيّ يصارع حتى سقط

الجميع من عينيه، عينه اليسرى سقطت

ايضًا و إلى الآن تتدلى فوق وجنته

نظرات تلك السيدة شاردة، تخيفني احيانًا،

الكتلة الزرقاء في عنقها كبيرة و نبضها يكاد يُسمع

جميعهم يحملون كدمات و أورام بأشكال و ألوان مختلفة، تخيل في الأمس رأيت رجل يسبق رأسه بخطوات طويلة،

ترى كم كان رأسه مُثقلاً؟ 

و فتاة آخرى قلبها خلفها يحلق بأجنحة خفية،

ماذا سيحل بهم أكثر من هذا؟ أخاف أن تغرق

المدينة بالاورام و الكُتل و ننفجر جميعًا.

أبي ما بال قلب أمي كبيرًا هكذا اليوم؟

حتى لونه اغمق من العادة؟

والدتك حزينة، منذ الصباح و هي تنظر عبر النافذة تحصي أحزان و أوجاع المارة، فيكبر قلبها من الحزن، 

أبي.. ولما قلبي لم يظهر عليه شيء إلى الآن إلا أملك واحدًا؟ لاتزال صغيرًا.. الأحزان كبيرة ليست على مقاس الأطفال،

غدًا ستكبر و تكبر معك أحزانك و حتى ذكرياتك،

أنظر إلى رأسي منذ أعوام و أنا أحمله في يدي،

لم يعد عُنقي قادرًا على حمل كُل تلك الذكريات و الأفكار..

أبي أريد أن أطير، برأيك لو حزنت و خسرت و عانيت كثيرًا هل سينفجر قلبي؟ و تتحول أضلعيّ إلى أجنحة؟

.

| الريم ظافر

.

#الريــم #تصويري

الأربعاء، 16 مايو 2018

خطوط عريضة

كُل الأشياء محض فكرة..
و كُل الوجوه يمكنها التكرار
الأصوات.. و المواقف
حتى اقوى المشاعر قابلة للتكرار،
مبدأ الاستمرارية نفسه لم يستمر !
لهذا لم أؤمن يومًا بكل تلك الصُدف
و لم أتوقع بقاء أحد، و لا دوام شيء
و لأن كل ما يحدث.. نهايته ذكرى بائسة
تأخذ مجراها تجاه الليل
قررت أن أبقى ساكنًا لا يرف لي جنح شعور
و لا اخضع لهفوات العاطفة

.

أحزان فائضة

ما يفعله الليل
حين لا يجد "ما يفعله"
يمنحنا جرعات مضاعفة
من الأرق
حتى نبدو كهلة أمام فرص النوم
يعود بنا إلى المرات الأولى من الأشياء
إلى أصوات لم تعد هُنا و وجوه غادرت اجسادها
و لأننا بمفردنا.. نطيل الغرق أكثر
نسافر إلى حيث كان دمعنا "من شدة الضحك"
ننفق كل ما نملك من الحزن.. و لا نعود إلا في الصباح التالي.
أتذكر في إحدى الليالي التي افتقدت أمي بها
لفرط ما مللت من الحزن..
استأجرت القليل من جارتي "العانس"
كانت كريمة جدًا.. تهب أحزانها بالمجان
و أخبرتها أن أبي سيرد لها الجميل في الصباح
وعدتها بقصيدة منه.. رغم أنهُ ليس بشاعر
لكنهُ مغري بالنسبة لها كونه رجل "أرمل"
ثم أكملت حزني ولم أستطع النوم
حاولت تجربة مشاعر أخرى.. انفعالات جديدة
لكن الأرق أبى،
كان مصرًا على الحضور وحده

كما فعلت الوحدة معي
٢٠١٨/٥/١

فلسفة بائسة

في كل المرات التي نحاول فيها الفرار من وهم اسميناه "الحياة"
نحنُ نغرق أكثر، نعاني أكثر.. نفقد أكثر،
حتى نصل تلك المرحلة التي يُطلق عليها "النضج"
حينها نصبح أكثر صلابة.. ليس لأننا أصبحنا أقوى،
بل لأننا شعرنا بما يكفي حتى أصبحنا لا نشعر بشيء،
أنهُ "العدم" هذا ما يتناوله الأدباء في نصوصهم،
يتخلله بعض الوحدة، العزلة.. و العبثية
حتى نصل لكن إلى أين؟ يردد أصحاب الحياة،
بأن لابد من إيجاد مغزى.. هدف، وجهة
لابد أن نحقق المجد، 
عذرًا أنا أتحدث عن معنى أعمق و توضيح أدق..
لا أحتاج للسلاسة التي ترى فيها طبيعة الأمر،
أحتاج لنتيجة تستحق ما عانتيه كـ إنسان !
نتيجة تعادل حجم المرات التي انطفئ
فيها كل شيء في عَينيَّ و أعدتُ ترميمه بنفسي !
.
٠٣:٤٠ فجرًا بتوقيت بغداد المقدسة
٢٠١٨/٣/٢٣

قيامة مُحتملة

هُناك أغصان مُلقاة على جباه الأماكن
أغنيات بائسة، أشكال سوداء لا تمتلك وجه
و بعض الكائنات المليئة بالقبح
حديد يحترق.. أوراق خضراء،
بحر و شجرة واحدة تمتد حتى قعر السماء
حين وصل الجميع من ميعاد حياتهم
 لم تكن هُناك مرايا، كُنا مرئيين من الداخل
أجسادنا اختفت، وجوهنا اختفت
حاولت رؤية حالي، جربت ملامسة ما أنا عليه 
لم أقدر.. لكنني شعرت بالتحليق
لم أكن امشي.. بل أُحلق !
سألت كبير الحكام هُناك.. رجلًا ضخم 
تبدو عليه الحكمة و الوقار و صعوبة المراس
أيها السيد أرأيت أمي؟ 
قال بأنيّ لابد أن أبحث.. الأرواح كثيرة هُنا 
و الأمهات في الجهة الأخرى..  يحتفظ بهن الإله بعيدًا
حتى لا يموت الجمال و نندثر جميعًا
ذهبت أبحث بين الركام، على الأرصفة.. بين الأبواب 
رأيتها ! هذا ما قاله قلبي.. رأيتها 
أمي لم تكن اي شيء من هؤلاء 

أمي كانت الشجرة !
٢٠١٨/٣/٧

محاولة عارية..

كُنت إذا أردت الكتابة.. أتعرى
أختار قميصًا شفاف، ذو رقبة واسعة
على أمل بأنيّ سأتعرى من كُل ما يُخالجني
أن فعلت
أو لأن الأمر أشبه بالأفراغ..
حين أحاول ممارسة هلوستي مع الكتابة
ثم يتضح بأنه أشبهُ بالحرب
تسحق الوقت و تقتل المسافة بينك و بين الآخرين
لمحاولة إغتيال مشاعرك و الانتصار لبهجتك
و في النهاية تدرك مدى وفاء أحزانك
التي تبقى متلاصقة حتى لو شاء جسدك التخلي عنك
تدرك أيضًا أن كُل الذي يحدث من حولك مجرد هراء،
و بأن النفس منجم أحزان و خذلان و فقد و فوضى 
أن النفس " فوهة " تبتلع كُل ما يكسرها
حتى يصبح داخلك أكبر من كُل ما تراه
أعمق مما تتخيله، و أقوى مما تتصوره
حتى يبدو كُل شيء " لا شيء " أمامك !

.
٢٠١٨/٢/٢١

جميع الحقوق محفوظة مدونة الريم © 2017